سورة الدخان - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الدخان)


        


{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)}
{وَمَا خَلَقْنَا السموات والارض وَمَا بَيْنَهُمَا} أي ما بين الجنسين وهو شامل لما بين الطبقات.
وقرأ عبيد بن عمير {وَمَا بَيْنَهُنَّ} فالضمير لمجموع السموات والأرض {لاَعِبِينَ} أي عابثين وهو دليل على وقوع الحشر كما مر في الأنبياء (16) وغيرها.


{مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)}
{مَا خلقناهما} أي وما بينهما {إِلاَّ بالحق} استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي ما خلقناهما ملتبسين بشيء من الأشياء إلا ملتبسين بالحق فالجار والمجرور في موضع الحال من الفاعل، وجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول، والباء للملابسة فيهما، وجوز أن تكون للسببية، والاستثناء مفرغ من أعم الأسباب أي ما خلقناهما بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق الذي هو الإيمان والطاعة والبعث والجزاء والملابسة أظهر {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} تذييل وتجهيل فخيم لمنكري الحشر وتوكيد لأن إنكارهم يؤدي إلى إبطال الكائنات بأسرها {وَتَحْسَبُونَهُ هَيّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} ولهذا قال المؤمنون: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطلا سبحانك فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191].


{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}
{إِنَّ يَوْمَ الفصل} أي فصل الحق عن الباطل والمحق عن المبطل بالجزاء أو فصل الشخص عن أحبابه وذوي قرابته {ميقاتهم} وقت وعدهم {أَجْمَعِينَ} وقرئ {ميقاتهم} بالنصب على أنه اسم إن والخبر {يَوْمُ الفصل} أي إن ميعاد حسابهم وجزائهم في يوم الفصل وليس مثل إن حراسنا أسدًا.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16